فصل: من أقوال المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى لما بين الدلائل التي تقدمت صحة دين الإسلام حكى بعدها أنواعًا من شبه المخالفين الطاعنين في الإسلام.
الشبهة الأولى: حكى عنهم أنهم قالوا: {كُونُواْ هُودًا أَوْ نصارى تَهْتَدُواْ} ولم يذكروا في تقرير ذلك شبهة، بل أصروا على التقليد، فأجابهم الله تعالى عن هذه الشبهة من وجوه. الأول: ذكر جوابًا إلزاميًا وهو قوله: {قُلْ بَلْ مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا} وتقرير هذا الجواب أنه إن كان طريق الدين التقليد فالأولى في ذلك اتباع ملة إبراهيم، لأن هؤلاء المختلفين قد اتفقوا على صحة دين إبراهيم والأخذ بالمتفق أولى من الأخذ بالمختلف إن كان المعول في الدين على التقليد، فكأنه سبحانه قال: إن كان المعول في الدين على الاستدلال والنظر، فقد قدمنا الدلائل، وإن كان المعول على التقليد فالرجوع إلى دين إبراهيم عليه السلام وترك اليهودية والنصرانية أولى.
فإن قيل: أليس أن كل واحد من اليهود والنصارى يدعي أنه على دين إبراهيم عليه السلام.
قلنا: لما ثبت أن إبراهيم كان قائلًا بالتوحيد، وثبت أن النصارى يقولون بالتثليث، واليهود يقولون بالتشبيه، فثبت أنهم ليسوا على دين إبراهيم عليه السلام، وأن محمدًا عليه السلام لما دعا إلى التوحيد، كان هو على دين إبراهيم. اهـ.
{وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نصارى تَهْتَدُواْ} الضمير الغائب لأهل الكتاب، والجملة عطف على ما قبلها عطف القصة على القصة، والمراد منها رد دعوتهم إلى دينهم الباطل إثر رد ادعائهم اليهودية على يعقوب عليه السلام، و{أَوْ} لتنويع المقال لا للتخيير بدليل أن كل واحد من الفريقين يكفر الآخر، أي: قال اليهود للمؤمنين كونوا هودًا وقالت النصارى لهم كونوا نصارى و{تَهْتَدُواْ} جواب الأمر، أي إن كنتم كذلك تهتدوا. اهـ.

.اللغة:

{حنيفا} الحنيف: المائل عن الدين الباطل إلى الدين الحق، والحنف الميل، وبه سمي الاحنف لميل في إحدى قدميه، قال الشاعر:
ولكنا خلقنا إذ خلقنا ** حنيفا ديننا عن كل دين

{الأسباط} جمع سبط وهم حفدة يعقوب أي ذريات أبنائه وكانوا اثنى عشر سبطا وهمفي بني إسرائيل كالقبائل في العرب.
{شقاق} الشقاق: المخالفة والعداوة، وأصله من الشق وهو الجانب، أي صار هذا في شق وهذا في شق.
{فسيكفيكهم} من الكفاية بمعنى الوقاية.
{صبغة الله} الصبغة مأخوذة من الصبغ وهو تغيير الشيء بلون من الألوان، والمراد بها هنا: الدين.
{أتحاجوننا} أتجادلوننا من المحاجة وهي المجادلة.
{مخلصون} الإخلاص أن يقصد بالعمل وجه الله وحده، من غير مباهاة ولا رياء. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نصارى} لا يجوز أن يكون المراد به التخيير، إذ المعلوم من حال اليهود أنها لا تجوز اختيار النصرانية على اليهودية، بل تزعم أنه كفر. والمعلوم من حال النصارى أيضًا ذلك بل المراد أن اليهود تدعو إلى اليهودية والنصارى إلى النصرانية، فكل فريق يدعو إلى دينه، ويزعم أنه الهدي فهذا معنى قوله: {تَهْتَدُواْ} أي أنكم إذا فعلتم ذلك اهتديتم وصرتم على سنن الاستقامة. اهـ.
قوله تعالى: {حنيفا}.
{حنيفًا} أصله من الحنف وهو ميل واعوجاج يكون في القدم، قال ابن عباس: الحنيف المائل عن الأديان كلها إلى دين الإسلام، قال الشاعر:
ولكنا خلقنا إذ خلقنا ** حنيفًا ديننا عن كل دين

والعرب تسمي كل من حج أو اختتن حنيفًا تنبيهًا على أنه على دين إبراهيم، وقيل: الحنيفية الختان وإقامة المناسك مسلمًا، يعني أن الحنيفية هي دين الإسلام وهو دين إبراهيم عليه السلام. اهـ.

.قال أبو السعود:

{حَنِيفًا} أي مائلًا عن الباطل إلى الحق وهو حالٌ من المضاف إليه كما في رأيت وجهَ هندٍ قائمةً أو المضافِ كما في قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا في صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا} الخ {وَمَا كَانَ مِنَ المشركين} تعريضٌ بهم وإيذانٌ ببُطلان دعواهم اتباعَه عليه السلام مع إشراكهم بقولهم عزيرٌ ابنُ الله والمسيحُ ابن الله. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من فوائد الشعراوي في الآية:
قال رحمه الله:
{وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)}.
عندما تأتي- قالوا- فمعناها إن الذين قالوا جماعة.. الذين قالوا هم اليهود والنصارى ولكن كلا منهم قال قولا مختلفا عن الآخر.. قالت اليهود كونوا هودا. وقالت النصارى كونوا نصارى.. ونحن عندنا عناصر ثلاثة: اليهود والنصارى والمشركون. ويقابل كل هؤلاء المؤمنون.
{وقالوا كونوا} من المقصود بالخطاب؟ المؤمنين.. أو قد يكون المعنى وقالت اليهود للمؤمنين والمشركين والمؤمنين كونوا نصارى.. لأن كل واحد منهما لا يرى الخير إلا في نفسه.. ولكن الإسلام جاء وأخذ من اليهودية موسى وتوراته الصحيحة. وأخذ من المسيحية عيسى وإنجيله الصحيح.. وكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. ومعنى ذلك أن الإسلام أخذ وحدة الصفقة الإيمانية المعقودة بين الله سبحانه وبين كل مؤمن.. ولذلك تجد في القرآن الكريم قوله تعالى: {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} من الآية 285 سورة البقرة.
ونلاحظ أن المشركين لم يدخلوا في القول لأنهم ليسوا أهل كتاب.
قوله تعالى: {بل ملة إبراهيم حنيفا}.. أي رد عليهم، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنني سأكون تابعا لدين إبراهيم وهو الحنيفية.. وهم لا يمكن أن يخالفوا في إبراهيم فاليهود اعتبروه نبيا من أنبيائهم.. والنصارى اعتبروه نبيا من أنبيائهم ولم ينفوا عنه النبوة ولكن كلا منهم أراد أن ينسبه لنفسه. ما معنى حنيفا؟ إن الاشتقاقات اللفظية لابد أن يكون لها علاقة بالمعنى اللغوي.. الحنف ميل في القدمين أن تميل قدم إلي أخرى.. هو تقوس في القدمين فتميل القدم اليمنى إلي اليسار أو اليسرى إلي اليمين هذا هو الحنف.. ولكن كيف يؤتي بلفظ يدل على العوج ويجعله رمزا للصراط المستقيم؟
لقد قلنا إن الرسل لا يأتون إلا عندما تعم الغفلة منهج الله.. لأنه مادام وجد من اتباع الرسول من يدعو إلي منهجه ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر يكون هناك خير. النفس البشرية لها ألوان.. فهناك النفس اللوامة تصنع شرا مرة فيأتي من داخل النفس ما يستنكر هذا الشر فتعود إلي الخير.. ولكن هناك النفس الأمارة بالسوء وهي التي لا تعيش إلا في الشر تأمر به وتغري الآخرين بفعله.. إذا فسد المجتمع وأصبحت النفوس أمارة بالسوء ينطبق عليها قول الحق سبحانه: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ} من الآية 79 سورة المائدة.
تتدخل السماء برسول يعالج اعوجاج المجتمع.. ولكن الله تبارك وتعالى وضع عنصر الخيرية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلي قيام الساعة. قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)} سورة آل عمران.
إذن فقد ائتمن الله تبارك وتعالى أمة محمد على المنهج.. ومادام فيها من يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فلن يأتي رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
نعود إلى قوله تعالى: {حنيفا} قلنا إن الحنف هو الاعوجاج.. ونقول إن الاعوجاج عن المعوج اعتدال.. والرسل لا يأتون إلا بعد اعوجاج كامل في المجتمع.. ليصرفوا الناس عن الاعوجاج القائم فيميلون إلي الاعتدال.. لأن مخالفة الاعوجاج اعتدال.
وقوله تعالى: {حنيفا} تذكرنا بنعمة الله على الوجود كله لأنه يصحح غفلة البشر عن منهج الله ويأخذ الناس من الاعوجاج الموجود إلي الاعتدال.. والهداية عند اليهود والنصارى ومفهومها تحقيق شهوات نفوسهم لأن بشرا يهدي بشرا.. والله سبحانه وتعالى قال: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} من الآية 120 سورة البقرة.
ولقد تعايش رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة مع اليهود ولكنهم حاربوه ولم يرضوا عنه.. وإبراهيم عليه السلام كان مؤمنا حقا ولم يكن مشركا. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)}.
أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قال عبد الله بن صوريا الأعور للنبي صلى الله عليه وسلم: ما الهدى إلا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد تهتد، وقالت النصارى مثل ذلك، فأنزل الله فيهم {وقالوا كونوا هودًا أو نصارى تهتدوا} الآية.
وأما قوله تعالى: {حنيفًا}.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {حنيفًا} قال: حاجًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال: الحنيف المستقيم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {حنيفًا} قال: متبعًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن خصيف قال: الحنيف المخلص.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قلابة قال: الحنيف الذي يؤمن بالرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم.
وأخرج ابن المنذر عن السدي قال: ما كان في القرآن حنيفًا مسلمًا، وما كان في القرآن حنفاء مسلمين حجاجًا.
وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بالحنيفية السمحة».
وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن المنذر عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: «الحنيفية السمحة».
وأخرج أبو الترس في الغرائب والحاكم في تاريخه وأبو موسى المديني في الصحابة وابن عساكر عن سعد بن عبد الله بن مالك الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة». اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)}.
و{تهتدوا} جزم على جواب الأمر وقد عرف ما فيه من الخلاف: أعني هل جزمه بالجملة قبله، أو ب {إن} مقدرة.
قوله: {مِلَّة إبْرَاهِيمَ} قرأ الجمهور: {ملّة} نصبًا، وفيها أربعة أوجه:
أحدها: أنه مفعول فعل مضمر، أي بل نتبع ملة؛ فحذف المضاف وإقيم المضاف إليه مقامه لأن معنى كونوا هودًا: اتبعوا اليهودية أو النصرانية.
الثاني: أنه منصوب على خبر كان، أي: بل نكون ملّة أي: أهل ملّة كقول عدي ابن حاتم: إني من دين أي من أهل دين، وهو قول الزَّجَّاج، وتبعه الزمخشري.
الثالث: أنه منصوب على الإغْرَاء، أي: الزموا ملّة، هو قول أبي عبيدة، وهو كالوجه الأول في أنه مفعول به، وإن اختلف العامل.
الرابع: أنه منصوب على إسقاط حرف الجر، والأصل: نقتدي بملّة إبراهيم، فلما حذف الحرف انتصب.
وهذا يحتمل أن يكون من كلام المؤمنين، فيكون تقدير الفعل: بل نكون، أو نتبع، أو نقتدي كما تقدم، وإن يكون خطابًا للكفار، فيكون التقدير: كونوا أو اتبعوا أو اقتدوا.
وقرأ ابن هرمز، وابن أبي عبلة {مِلَّةٌ} رفعًا وفيها وجهان:
أحدهما: أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: بل ملتنا ملّة إبراهيم، أو نحن ملة، أي: أهل ملة.
الثاني: أنها مبتدأ حذف خبره، تقديره: ملة إبراهيم ملتنا.
قوله: {حَنيفًا} في نصبه أربعة أقوال:
أحدها: أنه حال من {إبراهيم}؛ لأن الحال تجيء من المضاف إليه قياسًا في ثلاثة مواضع على ما ذكر بعضهم.
أحدها: أن يكون المضاف عاملاص عمل الفعل.
الثاني: أن يكون جزءًا نحو: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا} [الحجر: 47].
الثالث: أن يكون الجزء كهذة الآية؛ لأن إبراهيم لما لازمها تنزلت منه منزلة الجزء.
والنحويون يستضعفون مجيئها من المضاف إليه، ولو كان المضاف جزءًا، قالوا: لأن الحال لابد لها من عامل، والعامل في الحال هو العامل في صاحبها، والعامل في صاحبها لا يعمل عمل الفعل، ومن جوز ذلك قدر العامل فيها معنى اللام، أو معنى الإضافة، وهما عاملان في صاحبها عند هذا القائل.
ولم يذكر الزمخشري غير هذا الوجه وشبهه بقولك: رأيت وجه هند قائمة، وهو قول الزجاج.
الثاني: نصبه بإضمار فعل، أي: نبتع حنيفًا وقدره أبو البقاء، بأعني، وهو قول الأخفش الصغير، وجعل الحال خطأ.
الثالث: أنه منصوب على القطع، وهو رأي الكوفيين، وكان الأصل عندهم: إبراهيم الحنيف، فلما نكره لم يمكن إتْباعه، وقد تقدم تحرير ذلك.
الرابع: وهو المختار: أن يكون حالًا من {ملّة} فالعامل فيه ما قَدَّرناه عاملًا فيها، وتكون حالًا لازمة؛ لأن الملة لا تتغير عن هذا الوصف، وكذلك على القول بجعلها حالًا من {إبراهيم}؛ لأنه لم ينتقل عنها.
فإن قيل: صاحب الحال مؤنث، فكان ينبغي أن يطابقه التأنيث، فيقال: حنيفة.
فالجواب من وجهين:
أحدهما: أن فعيلًا يستوي فيه المذكر والمؤنث.
والثاني: أن الملّة بمعنى الدين، ولذلك أبدلت منه في قوله: {دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [الأنعام: 161] ذكر ذلك ابن الشَّجَرِيِّ في أماليه.
والحَنَفُ: الميل، ومنه سمي الأَحْنَفُ؛ لميل إحدى قدميه بالأصابع إلى الأخرى؛ قالت أُمُّهُ: الرجز:
وَاللهِ لَوْلاَ حَنَفٌ بِرِجْلِهِ ** مَا كَانَ في فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِ

ويقال: رجل أَحْنَفُ، وامرأة حَنْفَاءُ.
وقيل: هو الاستقامة، وسمي المائل الرِّجْل بذلك تفاؤلًا؛ كقولهم لِلَّدِيغ سَلِيم ولِلْمَهْلكة: مَفَازة قاله ابن قتيبة وهو مروي عن محمد بن كعب القرظيّ.
وقيل: الحَنيفُ لقب لمن تديَّن بالإسلام؛ قال عَمْرٌو: الوافر:
حَمِدْتُ اللهَ حِينَ هَدَى فُؤَادِي ** إلى الإسْلاَمِ وَالدِّينِ الحَنِيفِ

قاله القفال. وقيل: الحنيف: المائل عما عليه العامة إلى ما لزمه.
قال الزجاج؛ وأنشد: الوافر:
وَلَكِنَّا خُلِقْنَا إذْ خُلِقْنَا ** حَنِيْفًا دِينُنَا عَنْ كُلِّ دِيْنِ